Sunday, January 10, 2016

(الأمثلة النحوية)
نورالشفاء بنت محمد ناوي

نعت حقيقي للمؤنث
أجل رأت السيدة الطاهرة الجليلة (خديجة) زوجها محمدًا (ص) يرفض باصرار وثبات كل العروض التي قدمتها قريش له من أجل تخليه عن دعوته إلى الله سبحانه وتعالى...
...وكم كان الرسول الأعظم (ص) متأثرا بحال هذه الأرملة السيدة المهاجرة المؤمنة الصادقة التي فقدت زوجها، ولم تكد تهنأ بايمانها وإسلامها حتى واجهتها هذه المحنة العصيبة...!
وصارت السيدة عائشة بعد ذلك: معلمة للرجال والنساء، تعلم أمور دينهم وتشارك في صنع مجد تاريخ الأمة الاسلامية، وتقوم على رعاية شؤون الناس في عهد الخلفاء الراشدين وبقي هذا حالها إلى أن وافتها في السابع عشر من شهر رمضان سنة سبع وخمسين للهجرة وعمرها كان يبلغ السادس والستين.
وترملت بعد ذلك حفصة بنت عمر. هذه المرأة الشابة الحسناء التقية النقية الطاهرة...وهي لم تزل في الثامنة عشرة من عمرها... وكم حزن عمر رضي الله عنه على  وفاة صهره وعلى ترمل ابنته وخاصة أنها ما زالت في ريعان شبابها وفي أوج صباها...
ولعل النسخة الخطية التي كانت عندها هي التي اعتمدت فيها بعد لنسخ القرآن الكريم منها بعد مراجعة الحفظة لها.
ومن ينسى موقف (أم حبيبة) من أبيها أبي سفيان عندما كان زعيم المشركين قبل فتح مكة... فقد أتى إلى المدينة المنورة، وزار ابنته  وهي  زوجة للرسول الأعظم، وكلّما مترجيًا أن تتواسط له مع النبي الأعظم لتمديد وتجديد مدّة صلح الحديبية بعد أن نقضه المشركون وخانوا عهدهم مع رسول الله (ص) ومما يروي:
ولكن... لئن القلوب أسيرة من تحب وتهوى... ولئن الانسان ينفر قلبيًا من كل أمر ألزم به على مضض. فان الحياة الزوجية بين زينب وزيد لم تستقر ولم تكن على ما يرام... لأن الجفاء هو كان طابع العلاقة بين الزوجين، وبشكل خاص زينب التى صار تتبرّم من الحياة الزوجية مع زيد...!
وهناك في دار الهجرة الجديدة وضعت جنينها الثاني عبد الله بن عثمان بن عفان، ففرحت به كثيرًا، ورأت فيه السلوى والعوض عمّا مرّبها من أحزان وشدائد ولكن صبيها عبد الله مات وهو في السادسة من عمره فترنحت رقية حزينة على ولدها الذي ربته بمهجتها ولفّ قلبها الحزن المفرط، فقام زوجها عثمان إلى جانبها يرعاها ويداويها بعد ان أصيبت بمرض الحمى بعد فراق ابنها.
وكيف لا تكون كذلك رضي الله عنها، وهي أم النبي (ص) تربيةً وارشادًا ... وهي الصحابية الجليلة التى أخذت مكانتها بقوة إيمانيها بين المؤمنات الصادقات، وقدمت للاسلام أولادها الأبطال الذين كانوا موضع فخارها واعتزازها...
هي الشاعرة الفاضلة التي رثت رسول الله (ص) هي صفية بنت عبدالمطلب بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي بن كلاب، القرشية الهاشمية، عمة رسول الله (ص) وشقيقة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.

نعت سببي
وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعَفِين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها...(النساء، ٧٥).
وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها.
يا أيها الرجل المرخى عمامته.
يمشون في الحلل المضاعق نسجها.
كواعب أتراب مراض قلوبها.
يا أيها الملك المرجو نائله.   
عفوك عن عبد لئيم دربه.
إذا الحمل الثقيل توازعته.
وعن الألفة في هذه الأية يقول الشهيد سيد قطب: ((ولقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة وهذه الطباع الشموس إلى هذه الكتلة المتراحمة المتآخية الذلول بعضها، لبعض المحب بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض...
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه. 

نعت جملة
فكيف تتقون إن كفرتم يومًا يَجْعَلُ الولدان شيبا (المزمل، ١٧)
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (آل عمران، ١٣٣)
ودخل معه السجن فتيان. قال أحدهما إنى أراني أعصر خمرا. وقال الآخرُ إني أراني أحمل فوق رأسى خبزًا تأكل الطير منه... (يوسف، ٣٦)
وذات يوم حضر إليه رجل يشكو أحد التجار قائلا : ((يا سيدي القاضي...لقد استودعت...))
لقد وقفت إليه جانبه تشجعه وتشد من أزره.
وذهب  إلى المكان الذي قابله فيه حنظلة.
وخصصت المبحث الخامس لذكر بعض القضايا النقدية التي عرض لها السهيلي...،
فان البيت والبيتين والأبيات من تلك الأشعار على جهة الحكاية بمنزلة الكلام المنثور الذي ذموا به رسول الله (ص)،...
وأدَرْتَ معركة تأجج نارها.
وترك مؤلفات شأنها عظيم.

فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا
فالتقطَهُ  ءالُ فِرْعَونَ ليكونَ لهم عدوًّا وحَزَنَا...(القصص، ٨)
وهو الذى جعلكم خلـئف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في مآ ءاتىكم . إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم (الأنعام، ١٦٥)
فجآءَتْه ٳحداهما تمْشِى  على اسْتِحْيآءٍ قالتْ ٳنَّ أبِى يَدْعوكَ ليجزيَكَ أجْرَ ما سقيْتَ لنا... (القصص، ٢٥)
ألم يروْاْ أنّا جعلنا الّيلَ ليسكنوا فيه والنهارَ مبصرًا... (النمل، ٨٦)
وما كُنْتَ بجانب الطورِ ٳذ نادينا ولكن رَّحمةً مِّن ربك لتُنذرَ قومًا مَّآ أتىهم من نذيرٍ من قبلك لعلهم يتذكرون (القصص، ٤٦)
ومِن رّحْمَتِهِ  جعل لكمُ اليلَ والنهارَ لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (القصص، ٧٣)
وٳن جـهداكَ لتُشْرِكَ بى ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهمآ...(العنكبوت، ٨)
ليكفروا بمآ ءاتينـهم وليتمتعوا..(العنكبوت، ٦٦)
ومآ ءاتَيْتُمْ مِّن رِّبًا لِّيَربوَاْ في أموال الناس فلا يربُواْ عند اللهِ...(الروم، ٣٩)
ليسئلَ الصـدقين عن صِدْقِهِمْ...(الأحزاب، ٨)

فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حذف النون
وأما الذين فسقوا فمأوىهم النار. كلمآ أرادوا أن يخرُجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون (السجدة، ٢٠)
...وأوْلِى الأرحامِ بعضُهم أولى ببعضٍ في كتاب الله من المؤمنين والمهـجرين ٳلآ أن تفعلوا ٳلى أوليائِكم معروفا...(الأحزاب، ٦)
قل ٳنما أَعِظُكُم بِواحدةٍ. أَن تقوموا لله مثنى وفُرادى ثم تتفكروا...(سبأ، ٤٦)
ما تعبدون من دونه ٳلا أسماءً سَميتموها أنتم وآباؤُكُم مّا أنزل الله بها من سلطان. ٳنِ الحكمُ ٳلا لله. ٲمر ألا  تعبدوا ٳلا ٳياه...(يوسف، ٤٠)
والدراسة  فيها  قسمان: قسم داخلي للغرباء الذين لا تساعدهم أحوالهم أن يعيشوا على نفقات آبائهم،...
ومن يدفع ((الجزية)) يدخل في ذمة المسلمين، فيدافعوا عنه ويحفظوا عهده..
ولم يمنع المرض ذلك البطل عن القيام بواجبات القيادة، فقد طلب من رجاله أمن يحملوه ٳلى سطح الحصن الذي كان يقيم به،...
فقال حذيفة: سمعتُ أن نبي الله داود عليه السلام وبعض أصحابه أرادوا أن يزيدوا في بيت المقدس...
وقد وعدت الأولاد أن أشترى لهم جهاو ((تليفزيون)) لكي يستمتعوا بالاذاعة المرئية،فكادوا يطيرون فرحا.
هنا كان يفد الناس رغبة في معرفة أخبار جماعتهم، وليتلقوا تعليمات رسولهم الكريم.
والله أعلم



Saturday, January 2, 2016

الجنة والنار

:اسم
نورالشفاء محمد ناوي

تعريف وبيان
-النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين به، المتمردين على شرعه، المكذبين لرسوله، وهي عذابه الذي يعذب فيه أعداءه، وسجنه
الذي يسجن فيه المجرمين.
-هي الخزي الأكبر، والخسران العظيم، الذي لا خزي فوقه، ولا خسران أعظم منه، ( رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ
أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ(آل عمران، 192)
-وفيها العذاب والآالآم والأحزان ما تعجز عن تسطيره أقلامنا، وعن وصفه ألسنتنا( إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (الفرقان، 66)

أسماء النار
أولا: الهاوية: هي المكان المنخفض انخفاضا كبيرا، والذي لا يرجع من يسقط فيه. يقول سبحانه: (وَأَمَّا مَنْ
ثانيا: السعير، يقول تعالى: (....وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ).

خزنة النار
- يقوم على النار ملاءكة ، خلقهم عظيم، وبأسهم شديد، لا يعصون الله الذي خلقهم، ويفعلون ما يؤمرون، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا
يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم، ٦).
وعدتهم تسعة عشر ملكا، كما قال تعالى:(سَأُصْلِيْهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِيْ وَلاَ تَذَرُ*لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ *
عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ( (المدثر، ٢٦−۳۰)،وقد فتن الكفار بهذا العدد، فقد ظنوا أنه يمكن التغلب على هذا العدد القليل،
وغاب عنهم أن الواحد من هؤلاء يملك من القوة ما يوجه به البشر جميعا، ولذلك عقب الحق على ما سبق بقوله: (وَمَا جَعَلْنَا
أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) (المدثر، ۳۱).

مكان النار
اختلف العلماء في موقع النار الآن فقال بعضهم: هي في الأرض السفلى، وقال آخرون بالتوقف في ذلك، وهو الصواب، لعدم
ورود نص صريح صحيح يحدد موقعها، ومن الذين توقفوا في هذا، الحافظ السيوطي قال: ((وتَقِفُ عن النار، أي: تَقُولُ فيها
بالوقف، أي محلها، حيث لا يعلمه الا الله، فلم يثبت عندي حديث أعتمده في ذلك)).
وقال الشيخ ولي الله الدهلوي في عقيدته: ((ولم يصرح نص في تعيين مكانهما (أي الجنة والنار)، بل حيث شاء الله تعالى، اذ لا
احاطة لنا بخلق الله وعوالمه))، وقال صديق حسن خان عقب ايراده لقول الدهلوي هذا: ((أقول: وهذا القول أرجح الأقوال وأحوطها
ان شاء الله تعالى.

وقود النار
- وقود النار الأحجار والفجرة الكفار، كما قال الحق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم، ٦) ، وقال: (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ
لِلْكَافِرِينَ)(البقرة، ٢٤)
والمراد بالناس الذين توقد النار بهم الكفرة المشركون، وأما نوع الحجارة التي تكون للنار وقودًا فالله أعلم بحقيقتها، وقد
ذهب بعض السلف الى أن هذه الحجارة من كبريت، قال عبد الله بن مسعود: هي حجارة من كبريت، خلقها الله يوم خلق السماوات
والأرض في السماء الدنيا يعدها للكافرين، رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك. وقال بهذا القول ابن عباس
ومجاهد وابن جريح.
- يقول ابن رجب: ((وأكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجالرة الكبريت توقد بها النار. ويقال: ان فيها خمسة أنواع من
العذاب ليس في غيرها: سرعة الايقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالأبدان، وقوة حرها اذا حميت))

أكثر من يدخل النار النساء
أكثر من يدخل النار النساء من عصاة الموحدين النساء، كما في الصحيحين عن ابن عباس عن النبي(ص)، أنه قال في خطبة
الكسوف ((أريت النار، فلم أر منظر كاليوم أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء)).
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) أنه قال: ((يا معشر النساء تصدقن، فاني رأيتكن أكثر أهل النار))
فقلن: ولِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: ((تكثرن اللعن، وتكفرن العشير)).
ومع ذلك ففيهن صالحات كثير، يقمن حدود الله، ويلتزمن شريعة ويطعن الله ورسوله، ويدخل منهن الجنة خلق كثير، وفيهن من
يسبقن كثيرا من الرجال بايمانهن وأعمالهن الصالحة.

عذاب أهل النار
- النار عذابها شديد، وفيها من الأهوال وألوان العذاب ما يجعل الانسان يبذل في سبيل الخلاص منها نفائس الأموال (إن الذين
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار
صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب)).
انها لحظات قليلة تـُنسي أكثر الكفار نعيمًا كلَّ أوقات السعادة والهناء. وفي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله(ص)
((يقول الله- تبارك وتعالى- لأهون أهل النار عذابًا لو كانت لك الدنيا وما فيها، أكنت مفتديًا بها؟ فيقول: نعم. فيقول: أردت منك
أهون من هذا، وأنت في صلب آدم أن لا تشرك (أحسبه قال: ) ولا أدخلك النار، فأبيت الا الشرك)).

جزاء المحبين للدنيا
نزلت سورة في القرآن تعطينا القيمة التي يعتد بها في ظاهر الحياة، وهي قيمة المال، وتعطينا صورة صاحب المال وأنه ﺇذا حاز
المال اختلت موازينه في تقييم الناس، وأصبح من لا مال له في نظرة حسيسًا، ومن له مال في نظره عظيما. هذه النظرة يريد الحق
سبحانه أن يلفتنا ﺇليها لفتة تقوم من رأينا فيها، فيقول سبحانه: (ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده).
والويل: لفظ له مدلول لغوي، وليس المدلول اللغوى مرادا، وﺇنما المراد المدلول الاصطلاحى الذي يريده الله
تعالى؛ ولذلك قال  بعضهم: الويل واد في جهنم من أقسى الوديان.
والهمزة: الذي يهمز الناس، أي يعيبهم، ﺇما أن يعيب خلقتهم، وﺇما أن يعيب وصعهم الاجتماعى وﺇما أن يعيب تصرفاتهم، واللمزة:
الذى يأتى بالشىء الذي فيه لمز، واللمز تارة يكون باللسان وتارة يكون باشارة العين، وتارة يكون بتقليد الحركة. هو العياب الغمار
الذى يسىء ﺇلى الناس ﺇما بعينه وﺇما بلسانه وﺇما بتقليد حركاتهم واحد يمشى مشية فيأتى هذا ويقلده، أو يخرج له لسانه، أو يغمز له
يحاجبه، فهذا يسمى همزة لمزة.
عدده يعنى أحصاه، وكل ساعة يطمئن نفسه عليه مثلما يفعل البخلاء، يغلق على نفسه البتب ويأخذ في عد المال، وبعض الناس
يظن أن ماله يعطيه الخلود طويلا فيبعد عن واقع الحياة، والخلود هنا يعنى أنه يريد أن يحول المال من عرض زائل ﺇلى صفة
دائمة، وهذا غير موجود في الدنيا أبدا، وهو لن يكون سخيا كريما لأ الذى يجعل الانسان سخيا كريما هو خوفه أن يحتاج في الدنيا
فيجد من يعينه، أما هذا فقد ظن أن ماله دائم ولهذا بقى معه الشح والبخل.

تعريف وبيان
- الجنة هي الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه
كدر، وما حدثنا الله به عنها، وما أخبرنا به الرسول(ص) يحير العقل ويدهله، لأن تصور عظمة ذلك النعيم يعجر العقل عن ﺇدراكه
واستيعابه.
- استمع ﺇلى قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي ((أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر في قلب
بشر)) ثم قال الرسول (ص): ((اقرؤوا ﺇن شئتم( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )( السجدة، ١٧)).
ولذا كان دخول الجنة من النار في حكم الله وتقديره هو الفلاح العظيم، والفوز الكبير، والنجاة العظمى قال تعالى: (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ
النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )( آل عمران، ١۸٥)

أسماء الجنة
أولا: جنة المأوى، يقول الحق سبحانه: ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ). ويقول سبحانه وتعالى: ( أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
ثانيا: جنة عدن (الاقامة والخلود). يقول صاحب اللسان:(عَدَنَ) فلان يَعُدِْنُ بكسر الدال وضمها (يَعْدُنُ) عَدْنًا
يعنى (أقام). وعدنت البلد يعنى توطنته ومركز كل شىء وفي لسان العرب لابن منظور ويقول: ﺇن الجنة:
الحديقة تحت الشجر والنخل وجمعها"جنان" وفيها تخصيص. ويقال للنّخل وغيرها وقال أبو علىّ في
"التذكرة" لا تكون في كلام العرب ﺇلا وفيها نخل وعنب، فان لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة
وليست بجنّت. والجنة هى: دار النعيم في الدار الأخرة. معدنه. وجنات عدن، أي جنات ﺇقامة لمكان الخلد. يقول تعالى:
ثالثا: دار الخلود، يقول تعالى: ( هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ
رابعا: دار السلام، يقول تعالى: (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
خامسا: الفردوس، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ) .

الأوائل في دخول الجنة
- أول بشر دخولا الجنة على الاطلاق هو رسولنا محمد(ص)، وأول الأمم دخولا الجنة أمته، وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة
بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
- وقد ساق ابن كثير الأحاديث الواردة في ذلك فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس قال: قال رسول الله(ص): (أنا أول
يقرع) أي: باب الجنة. وفيه أيضا: (أنا أول شفيع في الجنة).
وروى مسلم عن أنس أيضا، قال: قال رسول الله (ص): (آتي باب الجنة فاستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول:
بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك).

الذين يدخلون الجنة بغير حساب
أول مرة تدخل من هذه الأمة الجنة هم القمم الشامخة في الايمان والتقى والعمل الصالح والاستقامة على الدين الحق، يدخلون الجنة
صفًا واحدًا، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، صورهم على صورة القمر ليلة البدر.
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): (أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة
القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة،
ورسحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب
رجل واحد، يسبحون الله بكرة وعشيًا).
وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي(ص) قال: (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا أو سبعمائة ألف – لا
يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر.

صفة الجنة
- نعيم الجنة يفوق الوصف، ويقصر دونه الخيال، ليس لنعيمها نظير فيما يعلمه أهل الدنيا، ومهما ترقى الناس في دنياهم، فسيبقى ما
يبلغونه أمرًا هينًا بالنسبة لنعيم الآخرة، فالجنة كما ورد في بعض الآثار لا مثل لها، ((هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد،
ونهر مطرد، وفاكهة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، في مقام أبدًا، في حَبرة ونَضرة، في دور عالية سليمة بهية)).
وقد سأل الصحابة الرسول عن بناء الجنة، فأسمعنا الرسول(ص) في الاجبة وصفًا عجبًا، يقول عليه السلام في صفة بنائها: ((لبنة
من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس،
ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم))، وصدق الله حيث يقول: (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا)(الانسان،
٢٠).
-  وما أخفاء الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل ﺇلى كنهه الأفكار ( فلا تعلم نفس ما
أخفي لهم من قرة أعين جزآء بما كانوا يعملون)( السجدة، ١٧)

المنزلة العليا في الجنة
أعلى منزلة في الجنة ينالها شخص واحد تسمى الوسيلة، وسينالها - ﺇن شاء الله – النبي المصطفى المختار خيرة الله من خلقه نبينا
محمد (ص)، قال ابن كثير في النهاية: (ذكر أعلى منزلة في الجنة، وهي الوسيلة، فيها مقام رسول الله (ص)). وساق في ذلك
حديث جابر بن عبد الله عند البخاري في صحيحه عن النبي(ص) قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة،
والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة).
وساق حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم في صحيحه قال: سمعت رسول الله (ص) يقول:(ﺇذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل
ما يقول، ثم صلوا عليَّ فان من صلىّ علىَّ صلاةً صلى الله عليه عشرًا، ثم سلوا الله تعالى لي الوسيلة، فان من سأل الله لي الوسيلة
حلت له الشفاعة).

الطريق الى الجنة، وأسباب دخولها
المبحث الأول: أسباب دخول الجنة:
١- الطريق الى الجنة: هو طاعة الله ورسوله (ص)، قال الله تعالى: ( ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ).
۲- طلب العلم النافع ((علم الكتاب والسنة ))
۳- الايمان والعمل الصالح، ومن الأعمال الصالحة:
القيام بأركان الاسلام [وأركان الايمان] على الوجه الكمال.
حسن الخلق، وصلة الأرحام، والصدقة على الفقراء والمساكين، وإكرام الضيف، إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة.
ومن الأسباب الموصلة للجنة :
ـ  بر الوالدين
ـ  ذكر الله تعالى
ـ  الرحمة
ـ  إفشاء السلام
   رحمة الضعفاء والمساكين، ومساعدة الناس في الدين
 والله أعلم